Investing
عالم الاستثمار واسع جداً. هناك الكثير لنتعلمه والعديد من الاستراتيجيات التي يستخدمها المستثمرون بهدف جني المال. إحدى الاستراتيجيات التي حظيت بالكثير من الانتباه مؤخراً هي البيع على المكشوف للأسهم. حتى الأشخاص الذين لا يتابعون أخبار الاستثمارات قد يكونون قد سمعوا عن حدث الضغط القصير مع جيم ستوب وAMC. لذلك، ماذا يعني البيع على المكشوف للأسهم، وكيف يعمل؟
النقاط الرئيسية
يقوم المستثمرون بالبيع على المكشوف للأسهم عن طريق اقتراض الأسهم من سمسار، وبيعها بقيمتها السوقية، وتوقع شرائها مرة أخرى بسعر أقل.
عندما تنخفض الأسهم المباع عليها بالسعر، يحقق المستثمر ربحاً من الفرق بين السعر الذي باع الأسهم به والسعر الذي دفعه لشرائها مرة أخرى.
تشمل مخاطر البيع على المكشوف في الأسهم سوء قراءة السوق، وإمكانيات الخسائر غير المحدودة، والوقوع في فخ الضغط القصير.
شرح البيع على المكشوف للأسهم
البيع على المكشوف للأسهم هو استراتيجية استثمارية يستخدمها المستثمرون للاستفادة من احتمال انخفاض الأسعار. يقوم المستثمر بفتح حساب هامشي، واقتراض الأسهم التي يتوقع أن تنخفض قيمتها، وبيعها بسعر السوق. الفكرة هي أنه بمجرد أن تنخفض قيمة الأسهم، سيشتريها المستثمر مرة أخرى، وسيعيدها إلى السمسار، ويجني أي ربح محقق. دعونا نلقي نظرة على مثال الآن بعد أن فهمنا معنى البيع على المكشوف للأسهم.
قد يعتقد مستثمر أن أسهم شركة 123، التي تباع حالياً بسعر 40 دولاراً للسهم الواحد، ستنخفض قريباً. يقترض المستثمر 1,000 سهم من شركة 123 من سمسار ويبيعها بسعر السوق البالغ 40 دولاراً، محققاً 4,000 دولار. ينخفض سعر السوق لشركة 123 إلى 25 دولاراً، ويعيد شراء الأسهم مقابل 2,500 دولار. ثم يعيد المستثمر الأسهم المقترضة إلى السمسار ويحتفظ بالربح البالغ 1,500 دولار بعد طرح أي رسوم. في هذا المثال، الربح قبل الرسوم والمصاريف يُحسب كالآتي: 4,000 دولار - 2,500 دولار = 1,500 دولار.
أسباب بيع المستثمرين للأسهم على المكشوف
في الحقيقة هناك سبب واحد فقط يجعل المستثمرين يبيعون الأسهم على المكشوف: لكسب المال. هناك ثلاثة أسباب رئيسية تدعم هذا الدافع:
إذا كانوا يعتقدون أن قيمة سهم معين ستنخفض، فإن البيع على المكشوف يمكن أن يحقق ربحاً سريعاً. قد تستند هذه المعتقدات إلى معلومات مالية عن الشركة، أو ظروف السوق، أو معرفة بأحد الصناعات. إذا، مثلاً، كانوا يعتقدون أن شركة ستصدر تقارير مالية ضعيفة للربع، فقد يعتقدون أن هذا سيدفع بالسعر للأسفل. مثال آخر هو شركة أدوية تحاول الحصول على براءة اختراع، وإذا لم تنجح، يمكن أن تنخفض قيمة أسهمها.
الشعور بأن السوق ككل سوف يعاني من خسارة. إذا تحول السوق إلى سوق هبوطية، فإن معظم الأسهم ستنخفض في القيمة. يهدف البيع على المكشوف في هذه الحالة إلى الاستفادة من تراجع السوق لتحقيق ربح.
يمكن للمستثمرين استخدام البيع على المكشوف للتحوط من موقف طويل في أصل آخر. وهذا يعني أن المستثمر لديه استثمار يريد الاحتفاظ به لفترة طويلة. يشعر بالثقة المعقولة بأن الاستثمار سيزيد في السعر، لكنهم ليسوا متأكدين بنسبة 100%. لتعويض أي خسائر محتملة في الأصل الذي يريدون الاحتفاظ به، قد يحاولون البيع على المكشوف لتحقيق الربح. يتم استخدام الربح من البيع القصير لتعويض أي خسارة محتملة في الاستثمار الذي يخططون للاحتفاظ به.
مخاطر البيع على المكشوف للأسهم
عادة ما تحتوي استراتيجيات الاستثمار على إمكانية الربح ولكن أيضاً للخسارة بسبب طبيعة تقلبات السوق. بعض الاستراتيجيات أخطر من غيرها. يُعتبر البيع على المكشوف للأسهم استراتيجية عالية الخطورة والأفضل تركها للمستثمرين ذوي الخبرة. المخاطر الرئيسية في البيع على المكشوف للأسهم هي:
ارتفاع سعر السهم بدلاً من انخفاضة. السعر المرتفع أو المنفخخ لسهم سيسبب خسارة للمستثمر. إذا باع المستثمر 1,000 سهم من الأسهم المقترضة بسعر 40 دولاراً لكن عليه إعادة شرائها بسعر 80 دولاراً، فسوف يخسر 4,000 دولار.
الخسارة التي قد يتحملها المستثمر عند البيع على المكشوف لا حصر لها لأنه لا يوجد حد للزيادة التي قد يشهدها السهم. يمكن أن يبقى عند نفس السعر، أو يتضاعف، أو يتضاعف ثلاث مرات، أو يزيد في القيمة. المستثمر الذي يقوم بالبيع على المكشوف للأسهم سيكون عليه دفع السعر السوقي لشراء الأسهم، بغض النظر عن سعرها. بينما شراء الأسهم نقداً يحد من خسارة المستثمر إلى المبلغ الذي دفعه للأسهم. إذا تم شراء 100 سهم من شركة بسعر 25 دولاراً، فإن أكثر ما يمكن أن يخسره المستثمر هو 2,500 دولار.
قد لا يتمكن المستثمر من إعادة شراء الأسهم التي باعها. إذا احتفظ السهم بقيمته أو زاد، قد لا يقوم المستثمرون الذين لديهم الأسهم ببيعها. إذا حاول عدد كبير جداً من الناس البيع على المكشوف للسهم، قد لا تتوافر أسهم كافية للبيع ليستطيع المستثمر الذي يقوم بالبيع على المكشوف شرائه وإعادته إلى السمسار. ويطلق على هذا السيناريو الضغط القصير. في أي حالة، يكاد يكون من المؤكد أن المستثمرين الذين يبيعون الأسهم على المكشوف سيتكبدون خسائر.
الحالة المشهورة: GameStop وAMC
في أوائل عام 2021، قررت مجموعة من المستثمرين على Reddit شراء أسهم GameStop وAMC بسرعة. من خلال متابعة أخبار الاستثمار، كان هؤلاء المستثمرين يعلمون أن كل من الشركتين قد تعرضتا لضغط كبير من قبل صناديق التحوط، لذلك قاموا بشراء أكبر عدد ممكن من الأسهم المتاحة لرفع سعر الأسهم. نتيجة لذلك، زادت أسعار أسهم الشركتين بشكل كبير في فترة زمنية قصيرة. ارتفعت GameStop بنسبة 864% وAMC بنسبة 388% في 29 مارس 2021، على أساس سنوي.
أدت ارتفاع أسعار الأسهم إلى محاولة هؤلاء الذين كانوا يتوقعون انخفاض الأسهم لإعادة الشراء بسرعة كبيرة، مما أدى بالمقابل لزيادة السعر أكثر. عانى العديد من المستثمرين الذين كانوا ينوون انخفاض الأسعار خسائر هائلة نتيجة لهذا الضغط القصير. الفائدة لأولئك الذين اشتروا السهم لإحداث ضغط قصير هي أنه كان لديهم الفرصة لتحقيق ربح استثنائي.
شيء مهم يجب ملاحظته في هذا الموقف هو أن العديد من المستثمرين المخضرمين كانوا يبيعون GameStop وAMC وكانوا قد تكبدوا خسائر كبيرة.
بيع الأسهم على المكشوف يتطلب المعرفة والخبرة
الآن بعد أن عرفتم ما هو البيع على المكشوف ولماذا يستخدمه المستثمرون، قد تفكرون في إدخاله إلى محفظتكم. ومع ذلك، فقد رأينا أن البيع على المكشوف للأسهم يمكن أن يكون استراتيجية عالية المخاطر ومعقدة من الأفضل تركها للمستثمرين ذوي الخبرة. المعرفة والخبرة ضروريان قبل محاولة استخدام هذه الاستراتيجية في محفظتك.
لتعلم المزيد عن سوق الأسهم والاستثمار، قم بزيارة Baraka. ستجد أبحاث، وأخبار، ومعلومات لتساعدك في رحلتك الاستثمارية.